قال صاحب المنية والأمل أحد مؤلفي الشيعة، والشيعة هم في العقيدة معتزلة، ولهذا من يكتب عن الشيعة فإنه يكتب عن المعتزلة وهاهو صاحب المنية والأمل في الفرق والملل والنحل وهو من كتب الشيعة ترجم للمعتزلة، وذكر أمراً عجيباً.
يقول: قال أبو الهذيل العلاف -من الجيل الثاني من أجيال الاعتزال-: بعث واصل عبد الله بن الحارث إلى المغرب، فأجابه خلق كثير، وبعث إلى خراسان حفص بن سالم ؛ فدخل ترمذ ولزم المسجد حتى اشتهر، ثم ناظر جهماً شيخ الجهمية، وبعث القاسم إلى اليمن، وبعث أيوب إلى الجزيرة -يعني: الجزيرة التي بين نهري دجلة والفرات، وهي شمال العراق وسوريا - وبعث الحسن بن ذكوان إلى الكوفة، وعثمان الطويل إلى أرمينية .
انظروا كيف نظم خلايا خبيثة، وبعث رجاله إلى كل بلد لنشر الاعتزال، وهدم مذهب أهل السنة والجماعة !
ومؤلفات واصل بن عطاء عبارة عن كتب صغيرة، ككتاب أصناف المرجئة، وكتاب: المنزلة بين المنزلتين وكتاب ما جرى بينه وبين عمرو بن عبيد .
وهناك كتب أخرى لا يهمنا ذكرها وإنما هي رسائل، مثل خطبته التي أخرج منها الراء، ولا تعد كتاباً.